الاثنين، 19 مايو 2014

شهادة من د حسن رشيد حول القصة القصيرة القطرية


 


د. رشيد: الكاتبات شكلن تياراً حقيقياً في مسار القصة القطرية

فأما أن نكون منتمين لهذا البلد. أو نطرح الموضوع ونخلق للواقع الثقافي المحلي حالة هلامية مليئة بالادعاءات والمبالغات


ناقش الصالون الثقافي في ابريل 2006  القصة القصيرة في قطر



في بداية الأمسية استعرض د. حسن رشيد تاريخ القصة القصيرة في قطر منذ بداياتها ملقيا الضوء على ملامحها واتجاهاتها كما عرّج على المسرح متقدما بالشكر للمجلس ولاسيما رئيسه سعادة د. كافود لاهتمامه البالغ بالحركة القصصية والمسرحية في البلاد كجزء أساسي من الحركة الثقافية والفنية القطرية. وقال د. رشيد: لابد ايها الاخوة ان نكون واقعيين ولا يمكننا ان نتحدث مثلا في  





عجالة من الأمر حول القصة القصيرة في قطر وان نتطرق إلى البدايات والتطور والاتجاهات والموضوعات، وان نتحدث عن المبدعين والدراسات النقدية. لأن هذا يحتاج إلى صفحات وصفحات ونحن لسنا في حلقة دراسية حول القصة القصيرة. ولكن في صالون ثقافي كما ان الاخ محمد عصفور قد وضع الكل في زاوية ما.. وانهال عليهم ضربا مبرحا حيث قرأت في جريدة الوطن ان عدد المشاركين أكثر من سبعة مبدعين ينتمون لهذا الوطن فإذا تمرأ أحدهم لمدة 10 دقائق لاحتاج الأمر منا إلى المبيت في بيت الخليفي وأضاف: سوف احدثكم عن البدايات فقط. لأنني وأنا أقرأ ذات يوم كتابا حول القصة القصيرة في قطر تحمل عنوان: تحولات الرمل (الحكائي والجمالي في القصة القصيرة في قطر) دراسة نقدية للسيد نضال عبد القادر الصالح، يحدد الفترة الزمنية لموضوعه من عام 1960 - 1977 وهنا أقف لأطرح على أكبرنا سنا، هل كانت هناك صحافة أو مجلة في عقد الستينيات من القرن الماضي؟ وتابع د. رشيد: هناك عدة دراسات جادة في هذا المجال لا يسع الفرد سواء الأديب أو الباحث إلا ان يقف إجلالاً أمام الجهد المبذول.. واعتقد ان الدراسات الجادة في هذا الإطار كان من نصيب الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم كافود. ليس فقط لأن له فضل الريادة. ولكن لأنه حافظ على ارثنا في
 

هذا المجال. سواء في كتابة القيم (الأدب القطري الحديث) أو بمشاركة الدكتور حسن عيد، وإقبال هيكل في دراسته حول (القصة القصيرة في قطر - دراسة فنية اجتماعية) كما اننا نحترم ما قدمه الدكتور محمد عبد الحكم عبد الباقي حول القصة القصيرة في قطر، نشأتها، أعلامها، ملامحها الفنية.

أما أفضل الدراسات في تصوري فهي للدكتور كافود من خلال دراسته الجادة والتي طبعت عام 1996 تحت عنوان: القصة القصيرة في قطر: النشأة والتطور بجانب اسهاماتي المتواضعة مع الدكتور مراد مبروك حول جدلية العجز والعقل في القصة القصيرة في قطر وهناك العديد من الاصدارات حول هذا الطرح منها مثلاً: »7 أصوات في القصة القطرية الحديثة« وزارة الإعلام ،1983 و»أصوات من القصة القصيرة« دراسة لبعض النماذج القصصية - تأليف وإعداد حسن رشيد، و»أصوات من القصة القصيرة« د. عبد الله إبراهيم ،2003 و»أصوات الصمت« نورة آل سعد ،2005 و»غليان القصة« باسم عبود الياسري 2006. وفي هذا العام تم تكليفي مع أخي الدكتور أحمد عبد الملك والأخت المبدعة

بشرى ناصر بالعمل ضمن الاطار الثقافي في توثيق (القصة والرواية) واعتقدت ان الأمر يسير والموضوعية وانتمائي لهذا البعد دفعاني إلى الموافقة. ولكني اكتشفت ان الأمر في غاية الصعوبة، فإما ان نكون منتمين لهذا البلد. أو نطرح الموضوع ونخلق للواقع الثقافي المحلي حالة هلامية مليئة بالادعاءات والمبالغات كما حدث عند الحديث عن المسرح القطري عندما ذكر الباحث العربي ان القطريين قد عرفوا المسرح في بداية منتصف القرن الماضي ومارسوا اللعبة المسرحية في دور (الزكرت) وزاد الطين بلة الباحث والشاعر الذي رصد حياة الفنان القطري المرحوم الشريف. وأكد على ان ابناء هذا الوطن قد مارسوا الفن التشكيلي في دور الزكرت. ولكن هذا الكتاب حول يوسف الشريف قد تمت مصادرته وعدم تناوله وقال د. رشيد لا شك ان الريادة في القصة القصيرة في قطر كانت للكاتب يوسف عبد الله النعمة ولكن دعوني أعود سنوات إلى الوراء. ففي فترة الستينيات من القرن الماضي شاهدت اعلانا حول (رواية قطرية) كان الملصق الإعلاني حول (حاملة الحقيبة) للكاتب آنذاك صالح العبيدلي. ولهذه الرواية المجهولة قصة صالح العبيدلي تربى في كنف الوجيه خميس العبيدلي. ولقد حاولت مرارا وتكرارا الحصول على نسخة من الرواية. أو ان أصل إلى المؤلف وذهبت جهودي أدراج الرياح لأن صالح العبيدلي قد تم استبعاده إلى وطنه الأم، عرفت هذا لاحقا من السيد عبد العزيز خميس العبيدلي أما الرواية فقد تمت مصادرتها من قبل جهة ما.

ما موضوع الرواية؟ لا أحد يدري. وأضاف: ان يوسف النعمة الغائب الحاضر في مسار القصة القصيرة قد ساهم ولا شك في تقديم ذاته عبر بنت الخليج 1962 ولقاء في بيروت 1970.

وتساءل د. حسن رشيد انه لا يدري لماذا كان النعمة يرفض المشاركة في أي ملتقى ثقافي وقال السؤال الآخر لماذا لم يواصل المسير بعد بنت الخليج (1962) ولقاء في بيروت ،1970 والولد الهايف 1971 أين مثلا بقية أحلامه - عفواً أعماله وقد سبق ان أشار إليها مراراً وتكراراً مثل (بقايا حبي، اذهب إلى زوجتك، القاهرة لا تنام، الأمل يتحقق ، لا نوم في بيروت وغيرها) وأضاف: شخصيا حاولت أكثر من مرة ان أخلق تواصلا بينه وبين الحياة الثقافية. ولكن كانت هناك إشكالية، هل فقد الثقة بالواقع الثقافي هل نضبت الموهبة؟ أسئلة بلا إجابات. أعود إلى بنت الخليج. حيث اخبرني الكاتب الصديق نسبة الاصدار وجل المراجع تؤكد انه عام 1962 ولكن ها هو نضال الصالح يلوي عنق الحقيقة في تحولات المرسل فيؤكد انه عام 1960 كيف؟ هنا الإشكالية في الاعتماد على ذاكرة الآخر وتابع د. رشيد متسائلاً: إذا كان يوسف النعمة مع المرحوم إبراهيم صقر المريخي والدكتور أحمد عبد الملك وغيرهم يشكلون البدايات الأولى في مسار القصة القصيرة وقدموا جهدهم وعطاءهم خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي. فهل اقتصر الأمر على الفحول دون الأنوثة. ويجيب ان اسماء مثل (كلثم جبر، مريم محمد عبد الله، زهرة يوسف المايلي، أمينة اسماعيل الانصاري، نورة آل سعد، وداد عبد اللطيف، حصة يوسف، مايسة الخليفي) وغيرهن قد شكلن تيارا حقيقيا في مسار القصة. ناهيك عن مبدعة غابت بسبب ظروفها الخاصة وأعني فاطمة التركي (ساره، أم اكثم) وقال: مادمنا بصدد الحديث عن الغيابات، فإن ما يلفت النظر غياب العديد من الاسماء ممن شكلوا البدايات الأولى. لماذا احجموا، ولماذا غابوا؟ أين مثلا  

ناصر صالح الفضالة؟ بل أين مريم محمد عبد الله وزهرة المالكي وأمينة الأنصاري. كما ان الكتاب الجدد والذين قدموا نتاجهم عبر أصوات من القصة القصيرة وعددهم يربو على 20 قاصا. قد خلقوا علاقة خفية بين ابداعاتهم ومواصلة الطريق وأضاف: إذا كان استاذنا الدكتور كافود يؤكد في دراسته الموضوعية حول ارتباط ظهور القصة محليا بالصحافة فهو لا يجانب الحقيقة لأن جل الأقلام كما هو واقع قد اكتشفت ذاتها عبر النشر.. كان ظهور مجلة »العروبة« 1969 أبرز سمات المرحلة وإذا كان يوسف النعمة قد نشر نتاجه في عام 1962 عبر ما يسمى برواية بنت الخليج فإنني قد اكتشفت من خلال بحثي الذاتي ان هناك بعض الاسماء كان لهم نتاج عبر المجلات التي كانت تصدر عبر شركات النفط، أو عبر مجلات الحائط في المدارس المختلفة،وقال د. رشيد: الحقيقة أن الكاتب يوسف النعمة هرب خارج الحدود المحلية وإن كانت الأحداث في بعض أعماله تطرح الواقع الخليجي، وكما أسلفت فإن الكاتب لم يلغ من ذاكرته أبدا ـ تأثره ـ الواضح بالكتابات التي تخلق من اطار »الحب والجنس« عالما يطرح القضية، وأرى أن الكاتب وهو يطرح نماذجه لم يهتم كثيرا برسم هذه الشخوص، أو بطرح قضية واحدة.. بل كان همه تقديم صورة »لعلاقة الحب« ولذا فإن جل شخوصه، محبطون، يتربصهم الموت والنهاية القدرية المحتومة.. هل كان الكاتب من خلال هروبه مع شخوصه خارج الحدود الجغرافية لدولة قطر في اطار من الوعي، واعتبار العادات والتقاليد والأعراف مكبلة لابداعاته، لا أعتقد، فالكاتب لم يكن على وعي بهذا. وهذا لا ينطبق على الكاتب القطري في مراحله الأولى، ولكن هذا الاطار مستمر حتى الآن إلا في بعض الأعمال التي تخلق من الرمز اطارا أو معادلا موضوعيا للمضمون وأضاف:

إننا لا نطلب من أمثال يوسف النعمة أن يكون تشيخوف أو ماسان أو ادجار آلن بو، أو عزيز نسين أو غيرهم. لذا يقول ادجار ألن بو »يبني الكاتب القدير قصته، لن يشكل فكرة ليوائم أحداثها إذا كان فطنا إلا بعد أن يدرك جيدا أثرا ما.. وحيدا ومتميزا عندئذ يخترع الأحداث ويركبها بطريقة تساعده في احداث الأثر الذي أدركه.

سعادة الدكتور محمد عبدالرحيم كافود رئيس المجلس قدم مداخلة قيمة شكر في بدايتها الحضور، كما أثنى على الاستعراض التاريخي للقصة القصيرة في قطر الذي قدمه الناقد الدكتور حسن رشيد، وقال: إن مشاركتي هذه تأتي كوني مستمعاً ولست رئيسا للمجلس في اشارة إلى طلب الاذاعية ابتهال وهدان منه أن يثري الحديث باعتباره رائد الدراسات النقدية والتاريخية حول القصة القصيرة في قطر.وقال الأستاذ الدكتور كافود: عندما شرعت في دراستي عن القصة القصيرة في قطر ما بين عام 1975 و1976 كان هناك شح في المصادر الموثقة والمراجع التي يمكن أن اطمئن إليها كباحث، ولم يكن الأرشيف الموجود في قطر حينذاك في بعض المؤسسات

كالمطبوعات والنشر ودار الكتب وغيرهما كافيا لتلبية احتياجاتي، لذلك فاتني الكثير في عملية الإلمام الكامل بما أنتج في البدايات الأولى من ابداعات في مجال القصة، ولاشك أن الدكتور حسن رشيد وغيره من الدارسين سوف يتداركون ما فاتني ليس فقط في مجال القصة، ولكن أيضا في مجال المسرح والشعر وعندما عدت إلى المحاولة مرة أخرى وأنا في جامعة قطر مع بعض الأخوة الزملاء استدركت الكثير.

وأكد الدكتور كافود على قضية الدقة والموضوعية في عملية التأريخ للابداعات ولكل شيء مشيرا إلى أن هذه أمانة علمية يجب أن يلتزم بها الجميع وقال: أنا شخصيا قد تجاوزت بعض الأعمال وصرفت نظري عنها في دراساتي لأنني لم أستطع التثبيت من نسبتها لأصحابها، لأن بعض المبدعين كانوا يكتبون بأسماء مستعارة، وأذكر بالنسبة لإحدى القصائد الموقعة باسم مستعار رصدت فيها ملامح ابداعات الشاعر معروف رفيق فسألته هل هذه القصيدة لك؟، فضحك ولم يجبني بالنفي أو الاثبات، لذلك لابد أن تكون هناك موضوعية في قضية نسبة الأعمال إلى أصحابها، وأيضا في تقييم العمل الابداعي والحكم عليه ولا داعي أن يعطي البعض العمل الابداعي أكثر من حجمه الطبيعي وكذلك لا يعطي للمبدع أكثر من حجمه، لأننا لا نريد أن نصور أنفسنا أننا ولدنا عمالقة، لذلك أكرر أن الدقة والموضوعية مهمة وأريد أن نعطي الرواد حقهم، ولا نحكم عليهم بمعايير النقد اليوم.

ثم استعرض الدكتور كافود صفة من أهم صفات وخصائص القصة القصيرة فقال إنها فكرة أو ومضة ، ولا تتسع لسيرة الشخصية بكل أبعادها، فالرواية هي التي تتسع لحياة الشخصية كاملة، وهناك بعض الكتابات قد مت على أنها قصص قصيرة، ولكنها بالمعايير النقدية والابداعية هي روايات لأنها تلقي الضوء علي سيرة الشخصية الحياتية كلها.

واستعرض سعادة الدكتور كافود بعض الأسماء من الرواد والحديثين منهم الدكتورة كلثم جبر وفاطمة تركي وجمال فايز وناصر الهلابي ونورة آل سعد.

وأشار إلى أن المسرح حتى الآن في قطر لم يعط حقه من الدراسة والنقد، والكتابات التي قدمت عن المسرح بحاجة الآن إلى اعادة نظر ونحن بحاجة إلى دراسات رصينة، نكشف أبعاد المسرح وتساعد المبدعين على تلمس الايجابيات والسلبيات.

بعد ذلك ألقى عدد من كتاب القصة والرواية في قطر نماذج من أعمالهم وكانت البداية مع الكاتب جمال فايز الذي ألقى قصة بعنوان »عندما يبتسم الحزن« التي تناول فيها بذكاء مأساة الحوادث المرورية المفاجئة موظفا بعض التعابير والأهازيج ذات الدلالات الشعبية والوجدانية المؤثرة، كما ألقت القاصة فاطمة الكواري قصة جديدة لها ومحسن الهاجري وخليفة الهزاع وراشد الشيب وبشرى ناصر التي قدمت فصلا من روايتها القادمة وتميزت بالجرأة في الطرح والمعالجة أو مفاجأة الأمسية فكان القاص الشاب محمد حسن الكواري حيث ألقى القصة الأولى التي كتبها والتي تنم عن موهبة حقيقية سيكون لها حضور في الساحة القصصية القطرية إذا ما اشتغل على موهبته وصقلها بالقراءة والمتابعة وكانت القصة بعنوان »ابراء ذمة« التقط فيها ببراعة العلاقة المعقدة بين أب وابنته في محيط اجتماعي يقع فيه الظلم على المرأة بشكل عام، بينما تدفع المرأة الثمن بابتسامة وبتضحيات كبرى على حساب حياتها وسعادتها.

 
المصدر :
 
منقول من( شبكة قامات الثقافية) وصاحب الموضوع : محمد غيثي


 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.