الخميس، 2 مايو 2019

سأم - قصة قصيرة - عائشة أحمد





سأم


قصة قصيرة


عائشة أحمد


على البار تجلس وحيدة، والطقس بارد في الخارج


وصلت قبيل المغيب، ومشت إلى الميناء الصغير في قرية الصيادين الوادعة. تنزهت هناك لبضع دقائق لكنها في ثوبها الحريري الأخضر، لم تتمكن من مجابهة رياح المحيط. خصلات شعرها تتطاير في كل اتجاه، شعرات تحجب عينيها وأخرى في فمها. لماذا لم تجلب معها شيئاً ثقيلاً؟ تلوم نفسها. كان الجو مفاجأة لم تستعد لها وكم تكره المفاجآت


النادل المسؤول في المطعم تردد في إدخالها عندما عرف أنها تريد مشروباً فحسب. تقول له: "ولا على المشرب؟" يتأفف، يلقي نظرة سريعة ويعود، يشير لها أن اتبعيني وينسل بخفة ورشاقة أمامها. تجد طريقها بصعوبة بين بحر الأجساد ذاك، لكنها على الأقل تشعر بالدفء بينهم، خاصة بعد أن قرصتها رياح الأطلسي الباردة.


تنظر طويلاً إلى قائمة المشروبات، تربكها كثرة الخيارات. في الواقع لا تدري إن كانت ترغب فعلاً بكأس، أم أنها ستشرب فقط إرضاءً للنادل الذي يرسل باتجاهها نظرات نافدة الصبر.