الخميس، 2 مايو 2019

سأم - قصة قصيرة - عائشة أحمد





سأم


قصة قصيرة


عائشة أحمد


على البار تجلس وحيدة، والطقس بارد في الخارج


وصلت قبيل المغيب، ومشت إلى الميناء الصغير في قرية الصيادين الوادعة. تنزهت هناك لبضع دقائق لكنها في ثوبها الحريري الأخضر، لم تتمكن من مجابهة رياح المحيط. خصلات شعرها تتطاير في كل اتجاه، شعرات تحجب عينيها وأخرى في فمها. لماذا لم تجلب معها شيئاً ثقيلاً؟ تلوم نفسها. كان الجو مفاجأة لم تستعد لها وكم تكره المفاجآت


النادل المسؤول في المطعم تردد في إدخالها عندما عرف أنها تريد مشروباً فحسب. تقول له: "ولا على المشرب؟" يتأفف، يلقي نظرة سريعة ويعود، يشير لها أن اتبعيني وينسل بخفة ورشاقة أمامها. تجد طريقها بصعوبة بين بحر الأجساد ذاك، لكنها على الأقل تشعر بالدفء بينهم، خاصة بعد أن قرصتها رياح الأطلسي الباردة.


تنظر طويلاً إلى قائمة المشروبات، تربكها كثرة الخيارات. في الواقع لا تدري إن كانت ترغب فعلاً بكأس، أم أنها ستشرب فقط إرضاءً للنادل الذي يرسل باتجاهها نظرات نافدة الصبر.


 

الثلاثاء، 16 أبريل 2019

متاهة - قصة قصيرة - عائشة أحمد




 

في البداية كانت خطواتها مترددة، مرتبكة وحائرة، تتحسس طريقها بروية. صوت ما يقول لها إن كل شيء سيكون على ما يرام، لكن شعوراً بالتأهب، أو ربما هو الخوف، لم تستطع رده

تندلع شمس الصيف بغتة، تغسل الأحجار الصغيرة التي ترصف الطرقات بالضوء، ومعها تغمرها دفعة من الثقة. تمضي في خطوات متسارعة، بالطبع ستجد دربها، سخرت من نفسها؛ توترها هذا لا مبرر له، فقد بدت المتاهة من نافذة غرفتها صغيرة، ومحدودة المساحة. ثم إن الأطفال يدخلون ويخرجون منها فرادى وفي جماعات دون عناء. راقبتهم يوم أمس، يدورون داخلها، والأمهات لا يلقين بالاً.